اعتبر العرب القهوة رمزا للكرم والضيافة العربية الأصيلة, فهي تراث عميق ارتبط بالعربي في حله وترحاله وأفراحه وأتراحه, ومعنى القهوة حسب بعض المصادر نقيع البن الصافي, وسميت بذلك لأنها تغني شاربها عن الطعام, وسميت أيضا بخمر الصالحين, لأنها تعينهم وتنشطهم على أداء العبادة.
ومنذ دخول مشروب القهوة في المجتمعات العربية, تشكلت عادات لتناولها, حتى أصبحت رمزاً للكرم, من خلال تقديمها في فناجين بيضاء تصب من دلات ذهبية, ويعد الامتناع عن شربها عيبا, إلا إذا كان الامتناع عن شربها مرتبطاً بطلب كالخطبة والصلح.
ودرجت بعض الدول العربية في السنوات الأخيرة على تقديم القهوة المرة العربية للزعماء والضيوف تعبيرا عن الكرم و التقدير والاحترام.
وتقدم القهوة العربية للضيف بعد إيجاد مكان مناسب لجلوسه, ثم تصب القهوة ولا يتم ملء الفنجان, وعلى الضيف أن يشرب القهوة دلالة على الود تجاه المضيف, ولا يضعه على الأرض حيث يتحتم عليه الاحتفاظ بالفنجان في يده حتى يؤخذ منه.
ويجب تقديم القهوة من اليمين وحسب تسلسل الجالسين وتقدم ثلاث مرات كأمر واجب, الأولى عند قدومه, والثانية بعد تقديم الفواكه, والثالثة بعد الطعام وليس معنى ذلك أنها لا تقدم في غير تلك الأوقات, بل تقدم بعدد غير محدود من المرات وأقلها تلك الثلاث.
وعمل القهوة العربية يدويا يعتبر من أفضل الأعمال التي يقوم بها العربي أمام ضيوفه, وتحتاج صناعتها وإعدادها إلى مهارة فائقة من الصانع كما تتطلب أدوات خاصة تساعد على إنضاج البن بالدرجة المناسبة.
ولا تستقر فناجين القهوة في المجالس العربية في مكانها ولا دلتها, لا سيما في مجالس الوجهاء, وتقتضي العادات أنه كلما دخل ضيف جديد على المجلس تدور فناجين القهوة من جديد على جميع الجالسين, ولا يجوز أن يغادر أحدهم المجلس والفناجين تدور وإنما عليه الانتظار حتى تستقر الفناجين مكانها.